طردوه من الدراسة ولكنه عالم - توماس أديسون

توماس أديسون، رآه الجميع طفلا جاهلا ومثيرا للمشاكل، رآه الجميع متخلفا بدرجة إمتياز، مجنونا بمرتبة الشرف. لم يكمل ثلاثة أشهر في المدرسة حتى طردوه، حيث أنه لم يكن كباقي زملائه، كان مختلفا كثيرا عنهم، كثير السؤال، والشغف، الشيء الذي لم يرق لمعلمه الذي ذاق به درعا، وأرسل معه برقية لأمه يقول فيها أن ولدها متخلف، ولا يستحق البقاء في المدرسة، وبالفعل لم يكمل الطفل ثلاثة أشهر حتى طرد منها، وبدأ مشوار حياته بنفسه.
كان دائما يحاول النجاح، وإن لم ينجح يعيد التجربة ويحاول مرة أخرى، فقاموسه لا يعرف الإستسلام، في أيام الطفولة كان لديه صديق وفي، كان بمثابة فأر تجارب لأديسون، هذا الصديق لم يكن يرفض أي طلب، ففي يوم من الأيام جاءت على بال أديسون فكرة الطيرات، وبدأ يفكر لما الطائر يستطيع التحليق والإنسان لا يستطيع، فقال قد يكون بسبب الوزن، فالطير وزنه خفيف جدا ويساعده على الطيران، الشيء دفعه إلى صنع مشروب غازي يجعل الجسم خفيف كمحاولة أولى للطيران، وجاء بصديقة الوفي وأقنعه بأن يشرب هذه الغازات، ليطير عاليا، والصديق أعجبته الفكرة وبعدما شرب المشروب بدأ في الصراخ والإستنجاد من كثرة الألم. وقد أخد أديسون عقابا كبيرا بسبب هذه الفعلة....
لم يكن يؤمن بالفشل، فهو كان في نظر الجميع فاشلا ومتخلفا، إلا في نظر أمه، الوحيدة التي آمنت بقدراته، وبعد خروجه من الدراسة عكفت على تلقين إبنها ماهو مهم له، فأطلعته على تاريخ العلماء ومشوارهم نحو النجاح، وكان دورها كبيرا في خلق جو ملائم لأديسون
من أجل النجاح وإثبات أنه عبقري، عكس ما كان يظنه الجميع. وبسبب هذا الإيمان من الأم كان أديسون دائما لديه دوافع للنجاح، وحتى والده كان يساعده ببعض المال، حيث كان عقد معه إتفاقا، أنه مع كل كتاب يتمه أديسون، سيدفع له والده بعض المال، مكافئة لمجهوده. ولكن أديسون مع ذلك لم يكن يهمه المال كثيرا، فقد كان ينظم حياته بشكل يجعله غير محتاج لأي مساعدة، حيث كان يعمل ببيع الجرائد ليجني المال، ويشتري الكتب ويساعد نفسه بنفسه دون أن يمد يده لأحد، واستمر على ذلك، وكان شديد الإصرار على حلمه، وقرأ كتبا كثيرة وأنهى كل الكتب المتاحة في مكتبة البلدة التي كان يعيش بها. وبهذا كون معرفة كبيرة للغاية جعلت منه مستعدا ليكون عالما. ولكن لا يجب أن نغفل بأن أديسون أيضا كان ضعيفا في بعض المواد كالرياضيات، أو بالأحرى لم تكن تروقه كثيرا.

مرت السنين وبدأ أديسون في إثبات ذاته، يوما بعد يوم، ومع ذلك كان لا يزال هناك من يشكك في أفكارك، فعندما فكر في إختراع المصباح وأرسل خطاب لمكتب براءة الإختراع، جاوبون ببنصيحة، وقالو أن عليه أن لا يضيع وقته في أمور تافهة لأن الناس يكتفون بضوء الشمس، وما كان منه إلا أن يرد علبهم قائلا بأنه سيأتي يوم ويجدهم واقفين أمام الشباك لدفع فواتير الكهرباء. وقد صدق في قوله
أديسون لم يكش الشخص الذي ييأس أو يستسلم بسهولة، مهما كانت الظروف، فقد كان دائما يحاول، وإن فشلت الماحولة لا يسميها فشلا، وإنما يقون أنه عرف طريقا مسدودة لا توصله لهدفه. وهذا ما يجب أن نتعلمه، لأن الحياة في النهاية لن تكون لقمة سائغة، وإنما سنواجه تحديات كثيرة، قد لا ننجح فيها، والمهم أن لا نضيع الوقت في اليأس والبكاء، وإنما يجب أن نحاول مرات ومرات إلى أن نحقق الهدف، وحتى إذا لم نحققه سنكون حققنا معرفة كبيرة، تجعل منا فخرا للجميع

.
إختراعات أديسون كثيرة وتتعدى الألف إختراع، أهم إختراعاته، المصباح الكهربائي، الذي لازال إلى اليوم أهم شيء يساعدنا على الحياة، وقد جائت فكرة إختراع المصباح، عندما كانت والدة اديسون مريضة، وكان الوقت ليلا، ولم يستطع الطبيب إجراء عملية لها بسبب الظلام الحالك، وقتها قرر أديسون أن يصنع مصباحا ينير في الليل ويكون بديلا للشموع الضعيفة. وقد مرت تجربة أديسون في إختراع المصباح بصعوبات جمة، حيث أنه حاول أكثر من 99 مرة دون جدوى، وكان كل مرة يقول أنه عرف طريقة خاطئة لصنع المصباح، ليجرب طريقة أخرى، إلى أن نجح ، ومع ذلك بدأت تظهر بعض العيوب في المصباح الذي كان يتلف بسرعة، وبقي بعدها يحاول إلى ان جعل المصباح ينير 90 ساعة دون توقف، وقد أطلق إختراعه في ليلة رأس السنة، وكانت مفاجأة للجميع عندما يرون النور يسطع من مختبر أديسون طوال الليل، وقد لم يصدق البعض الخبر عندما سمعوه، ولكنهم في النهاية أيقنو أن الأمر حقيقة وليست خيال.
كان الهاتف أيضا من أهم إختراعات أديسون، ولكنه لم يكن فكرته، في البداية، لأن مخحترع أول هاتف كان هو جراهم بيل، ولكن الهاتف الذي اخترعه جراهم كان فقط يعمل لمساحة صغيرة جدا، ولكن أديسون قد طور منه، وجعله يعمل دون حدود، وكان العالم كله يستطيع مخاطبة بعضه البعض بفضل هذا الإختراع.
أما الإختراع الأكثر عبقرية، كان المسجل الصوتي، الشيء الذي كان غير ممكن، وفوق تصور العقل في وقتها، وعندما أخبر أديسون صديقه على الإختراع لم يصدقه، ولكنه عند الإنتهاء من الإختراع طلب من نفس الشخص الذي لم يصدق أن يغني أغنية، وضغط أديسون على زر التسجيل، وبدأ الرجل في الغناء، وعندما إنتها، أوقف أديسون التسجيل، وضغط زر التشغيل ، ليندهش كل الحاضرين، حيث أن الأمر كان فوق الخيال، وقد لاقا هذا الإختراع إقبالا كبيرا، وحاز على إعجاب الجميع.
في النهاية ممكن الوصول ألى أننا عندما نرى شخصا تافها ومتخلفا وجاهلا، لا يجب أن نحط من عزيمته، فقد يكون هو أدسون المستقبل الأمر لا يقاس بالدراسة، ولا يقاس بالدرجات والشهادات، وغنما بافصرار والسير في الطريق الصحيح.
لم أكتب اليوم موضوع إلا لأني شاهدت ورقة تتداول على الفيس بوك، لطفل، مكتوب فيها موضوع إنشائي بأسلوب بسيط جدا قد يراه الجميع أسلوب الأغبياء، وقد شاهدت سخرية منقطعة النظير على صاحب الورقة، وأحبب أن أكتب موضوعي فقط لأذكر بشخص رآه الجميع فاشلا، ولكن كان ناجحا.
فلا ندع ضعفنا يؤدي بنا إلى السخرية من الآخرين، ولا نقيد رؤيتنا للأمور بنظرة صغيرة، وإنما يجب أن لا ندع للسخرية والإحباط مكانا في قلوبنا، إن كنت ترى نفسه تافها ومتخلفا، هذا الأمر يخصك، ولكن لا تنظر إلى إلى الناس على هذا النحو، فقد يكنوا هم أملنا للمستقبل.

لا اهتم برأى الاخرين طالما مقتنع بقدرات نفسى

Me 2

لايك