كلاشنكورة 4: المدريدي المرتشي وميسي الوصلاوي و"هولوكوست" فيرغسون

عبدالله حسين الزعابي

,

اليوم, 11:29

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كلاشنكورة
فقرة أسبوعية يقدمها موقع أبوظبي الرياضي، فقرة تنتقد بعض التصرفات في
عالم كرة القدم وتتوقف مع بعض التصريحات المبالغ فيها.. فقرة هدفها
الابتسامة, لكن في الوقت نفسه التحليل.

ـ قبل أسابيع عدة قال إيتو
إن المال ليس كل شيء، وذلك بسبب أحاديث ربطت بينه وبين نادي إنجي الروسي في
صفقة خرافية ستجعل منه اللاعب الأعلى أجراً في العالم. تمت الصفقة، وعاد
إيتو وقال مرة أخرى: "بالنسبة لي المال ليس الأهم فهو مجرد جزء من كرة
القدم، اخترت أنجي لأنه مشروع جديد بدأ من الصفر". عجيب أمرك يا إيتو!
لماذا لم تذهب إلى باريس سان جيرمان فشرط "الصفر" ينطبق هناك أيضاً. لو كنت
قد قررت العودة إلى الكاميرون واللعب هناك، ومن ثم قلت هذه العبارة، لقلنا
أنك ذاهب للاستمتاع بحياتك مع الأصدقاء والأسرة، والمال ليس كل شيء فعلاً،
لكن أن تذهب مقابل أكثر من 20 مليون يورو سنوياً إلى دوري تُدفن فيه، فذلك
يتعلق بالمال يا عزيزي.. إلا إن كنت كاميروني من أصل روسي وأنا لا أعلم!

ـ
وسائل الإعلام تناولت موضوع إيتو وملايينه الجديدة بشكل ساخر، فمن تحدث
عما يمكن أن يشتريه إيتو براتب كهذا، وكان أحد الخيارات أن بإمكانه رعاية
نادي آرسنال الإنجليزي لمدة ثلاث مواسم ونصف، فتكون صورته على قمصان
المدفعجية بدلا من طيران الإمارات! "القر" على راتب إيتو استمر عندما تم
تحليل ما سيتقاضاه إيتو في السنة والشهر والأسبوع واليوم والساعة والدقيقة!
وللعلم فقط، اتضح أن دقيقة إيتو بـ 42 يورو تقريبا! الله يزيدك يا صاموييل
يا ابن إيتو.. وجميع من يقرأون هذا المقال, وكاتبه طبعاً!

ـ قلت
لصديقي يوماً إنه لمن المحزن أن يستغل أي فريق عدم جاهزية فريق كبير،
ليهينه ويسجل فيه أهدافاً بالجملة، وعلى من يتفوق على أي فريق كبير بفارق
ثلاثة أهداف ألا يمعن في إذلاله والتنكيل بجماهيره. عندما خسر أرسنال
بثمانية أهداف مقابل هدفين من مانشستر يونايتد تعاطفت معهم رغم أنهم
يستحقون ذلك بسبب سياسة النادي.. في الحرب يجوز أن تقتل الجندي لكن لا يجوز
أن تعذبه وتهينه، والرحمة جميلة. قال توني كاسكارينو الدولي الإيرلندي
السابق عن المباراة: "كانت محرقة تاريخية شبيهة بمحرقة أدولف هتلر لليهود
"هولوكوست" إبان الحرب العالمية الثانية"، نعم كانت كذلك، وإن لم تخني
الذاكرة حدث قبل سنوات أن طالب مدرب لاعبيه بعد أن تأكد من تفوق فريقه
وانهيار المنافس وكان نادي الزمالك، طالبهم بالحفاظ على الكرة وعدم تسجيل
أهداف أخرى، وقال المدرب بعد المباراة: "ارحموا عزيز قوم ذل".. إلا أن
صديقي لم يعجبه هذا المنطق، وقال: "يا أخي، أنت عاطفي".

ـ هذي
آخرتها يا ميسي، تتهكم على الإمبراطور الوصلاوي، لم أتوقعها منك! ميسي قال
إنه يفضل اللعب مع الوصل الإماراتي الذي يقوده مارادونا على أن يرتدي قميص
الريال. "معلش" أنت معذور، لأنك لا تعلم من الذي لعب في هذا النادي الكبير،
لا تعرف رشيد الداوودي وأحمد بهجة وفرهاد مجيدي وأوليفييرا والمهاجم
الأسطوري الخطير الذي يتذكره كل الوصلاوية ألفونسو تشامي، باعتباره الصفقة
الأفشل في تاريخ كرة القدم ربما! لا يا ميسي.. صحيح أن برشلونة ناد كبير،
لكني أعتقد أن الوصل وأي ناد إماراتي آخر بإمكانه التغلب على برشلونة.. لو
لعب برشلونة بفريق براعم الكرة!

ـ ليت كل البشر مثلك في هذا الأمر
يا باتيستوتا، فالتعصب يجعلنا نفقد مصداقيتنا، باتيغول قال: "الأرجنتينيون
يعتقدون أنهم الأفضل، إلا أن الواقع لا يقول ذلك". أهنئك على صراحتك يا
"أبو تياغو"، فالمحايد يرى أن منتخبكم ليس الأفضل أبداً، المنطق يقول ذلك،
والأرقام كذلك! إلا أن كثيرون لا يفهمون أنك عندما تنتقد شيئاً فذلك لا
يعني إطلاقاً أنك لا تحبه، بل على العكس، عندما تنتقد ما تحبه فإنك تكون
قاسياً أكثر، لأنك تتألم بسببه! لكن يبقى الحال على ما هو عليه، فمن ينتقد
برشلونة فهو مدريدي متعصب وربما مرتشي، ومن ينتقد مدريد فهو برشلوني متعصب
مسقط رأسه كتالونيا.. وعندما انتقد أنا طبخة لأمي، فإني من دون شك متعصب
لكنتاكي وعميل ومتواطئ مع ماكدونالد!

هذه الطلقات الكروية الساخرة, لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.